في العشرين من شهر مايو/ أيار 2010 اجتمع معنيون بالتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ومهندسو المعطيات وعاملون في قطاع الخدمات لما بعد الموت بمناسبة "يوم الموت الرقمي".
وتقول جنيفر هومز إحدى من نظم التظاهرة: "لقد تجمعت لدينا كميات متفاقمة من البيانات الشخصية على شبكة الإنترنت."
وتشير هومز إلى مليارات الصفحات التي تجمعت لعدة مواقع من قبيل فيسبوك، إلى جانب المدونات ومواقع اللعب، أي كل المواقع التي نضع فيها بياناتنا والتي نخلفها وراءنا بعد الوفاة.
السؤال إذن هو ماذا يطرأ عليها؟
وتجيب كاليا هاملن التي شاركت كذلك في تنظيم اليوم قائلة: "ليس ثمة إجراء معياريا. لا قواعد هناك لتدبير عملية لتسليم الورثة أصول قريبهم الرقمية".
وهناك حالات تكون فيها لهذه الأصول قيمة مالية حقيقية. فأسماء النطاق الرقمي مثلا قد تباع نظير مبالغ مالية معتبرة.
"شخصيتك ليست ملكك"
يقول ديفيد سيموندز من بروجيكت إنتروبيا: "لقد تلقينا استفسارت بشأن الطريقة التي ينبغي اتباعها لإدراج الأصول الرقمية ضمن الوصية. لكن ليس كل المواد الرقمية قابلة للتوارث.، باستثناء حق الولوج إلى الحساب في المجمل."
ويقول تامر الأصفهاني من موقع القمار إنكجيمر Incgamers.com إن مستخدمي الموقع لا يحوزون سوى على قسط يسير من الأشياء التي يربحونها أو يشترونها عبر الموقع، وخاصة الشخصية الرقمية التي ينشؤونها والتي تلعب باسمهم.
ويوضح الأصفهاني قائلا إن هذه الشخصيات ملك للهيئة الناشرة وليس لمن أعدها حتى وإن أنفق فيها كثيرا من الوقت.
"لذا فليس من حقك أن تورث أحدا شخصيتك الرقمية. إنها شيء لا يمكن تضمينه في الوصية."
حضور رقمي
لأن مواقع التواصل الاجتماعي، كانت موجهة بادئ ذي بدء إلى تلاميذ الثانويات، لم يدر الموت بخلد مصمميها في البداية.
ولكن ومع تزايد أعداد مستخدمي المواقع عبر العالم (فعدد المشتركين في فيسبوك بمفرده تناهز 400 مليون)، صار الموت مسألة يومية.
وتنص سياسة موقع ميسبيس MySpace الاجتماعي بالا يُسمح لأيٍ بأن يتصرف في حساب المتوفى، وبألا يشطب إذا لم يستخدم "لكن إذا ما طالبت أسرة المتوفي بإلغاء الحساب فسوف ننزل عند رغبتها."
"تذكار"
عندما غرق كي جي الطالب في جامعة باث في نهر إيفون عام 2009، ظلت صفحته على موقع فيسبوك مفتوحة.
وما أن انتشر نبأ موته حتى بدأت خطابات التأبين تعلق على "جداره".
ولكن بعد أن سمع أحد أقرب أصدقاء كي جي بخبر النصب الرقمي الذي يتيح لمراسلي الفقيد بولوج صفحته، بينما يمنع الراغبين في ذلك من الالتحاق، كتب إلى القيمين على الموقع وسلمهم البرهان على وفاة صديقه.
والآن لاتزال خطابات التأبين تتقاطر على الصفحة ولكنها لا تتعدى حدود "الجدار" الخارجي للصفحة، بعد عام من وفاة صاحبها.
واعتبر أحد القيمين على الموقع أن الظاهرة نوع جديد من الحداد.
وبينما رأى بعض أطباء النفس أن مثل هذه الظاهرة قد يطيل مدة الحداد، اعتقد البعض الآخر أن ذلك أمر جيد في المجتمعات الصناعية التي فقدت هذا الحس.
أما كيف يفكر المؤمنون في مابعد الموت ؟؟
فأنهم يرجون أن تكون كلماتهم في عالم النت (صدقة جارية ) تنفعهم في الآخرة
وَاَشْهَدُ اَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَمُسآءَلَةَ الْقَبْرِ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ وَالنُّشُورَ حَقٌّ وَالصِّراطِ حَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْكِتابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَحَقٌّ، وَالنّارَ حَقٌّ، وَاَنَّ السّاعَةَ اتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها، وَاَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ،