افتتح المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء اليوم الملتقى الثاني للشباب السوري المغترب بعنوان "سورية وطني وجذوري" الذي تقيمه وزارة المغتربين بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة واتحاد شبيبة الثورة بمشاركة 100 شاب مغترب فى 13 دولة في أوروبا والأمريكيتين وأستراليا.
ويهدف الملتقى الذي يستمر لغاية السابع من الشهر الحالي إلى خلق حالة من التفاعل البناء بين شباب الوطن المقيمين والمغتربين وفتح آفاق للنقاش وتبادل الأفكار والآراء لإغناء تجاربهم وتعريفهم بالتطورات التي حققتها سورية فى مختلف ميادين الحياة الاقتصادية والثقافية والتعليمية.
وأكد المهندس عطري أهمية الملتقى لتوثيق صلات المغتربين بأرض الآباء والأجداد والارتباط بتراب الوطن وتعميق وشائج التواصل مع تاريخ الأمة وتراثها الثقافي ورسالتها الحضارية والإنسانية والاطلاع على الإنجازات التي يحققها الوطن الأم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى ما تحظى به قضية الاغتراب من أولوية متقدمة واهتمام عالى المستوى ضمن استراتيجية العمل الحكومي انطلاقاً من رؤية السيد الرئيس بشار الأسد وتوجيهات سيادته الرامية إلى توطيد جسور التواصل بين أجيال المغتربين ووطنهم سورية وهو ما تمت ترجمته عبر إحداث وزارة خاصة تعنى بشؤون المغتربين وفى خطط عملها وبرامجها والنشاطات التي قامت بتنفيذها في مجال الاغتراب بالتعاون والتنسيق مع العديد من المؤسسات والمنظمات المحلية والهيئات والمجالس الاغترابية.
ولفت المهندس عطري إلى الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس الأسد مؤخراً إلى مجموعة من دول أميركا الجنوبية وهي الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى مواطن الاغتراب وما تخلل هذه الزيارة من لقاءات مع قادة هذه الدول ومع الفعاليات السياسية والاقتصادية وعلى وجه الخصوص تلك التى كانت مع الجاليات العربية المغتربة التى حققت النجاحات ونالت احترام واعجاب ابناء المجتمعات التى تعيش فيها معبرا عن الاعتزاز بدور الجاليات السورية فى بناء جسور التواصل وتعزيز قاعدة التعاون بين هذه البلدان ووطنها سورية وتقوية العلاقات والروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية وخلق قواسم ومواقف مشتركة فيما بينها.
وقال رئيس مجلس الوزراء اننا نطمح الى ان يكون هذا الملتقى بما يضم من فعاليات اجتماعية ونشاطات ثقافية وزيارات وجولات سياحية محطة هامة لترسيخ الصلات وبناء الصداقات بين شباب الوطن مقيمين ومغتربين تفتح افاقا واسعة من المعرفة والاكتشاف ووسيلة يتاح من خلالها التعرف عن كثب على ملامح الحياة والمجتمع ومجالات التقدم التى تعيشها سورية فى الميادين الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وما تشهده من انجازات كبيرة في المجالات العلمية والتعليمية والصحية والخدمية.20100801-134556.jpg
وأضاف المهندس عطري أنه على الرغم من الضغوط والتحديات التى فرضت عليها جراء تمسكها بثوابتها الوطنية والقومية فإن سورية تمكنت خلال السنوات العشر الماضية من تحقيق مزيد من الإنجازات الاقتصادية والتنموية والنجاحات السياسية وتبوأت مكانة مرموقة على الساحتين الاقليمية والدولية واجهضت المشاريع والمخططات المشبوهة التى كان يراد فرضها من الخارج بهدف تكريس شرق أوسط جديد يتوافق ومطامع اسرائيل ومصالح قوى الهيمنة العالمية الرامية إلى تفتيت المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها بغية التحكم بشؤونها والسيطرة على مقدراتها ونهب خيراتها وثروات شعوبها.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ان وجود الشباب المغترب فى سورية سيشكل تجربة غنية لاكتشاف ما يزخر به وطنهم من كنوز الحضارات وثراء وجمال اللغة العربية وغنى الثقافات وشوامخ الأوابد والعمران وروائع الفنون وملاحم الأدب والشعر ونفائس الحرف والصناعات ما يعطى الحق لكل سوري مقيم أو مغترب أن يتباهى برصيد سورية الحضاري والثقافي ويؤكد في ذات الوقت صدق تلك المقولة التي أطلقها رجل أنصف سورية وأحبها لذلك الا وهو اندريه بارو مدير المتحف الفرنسي الذي قال.. لكل انسان فى العالم وطنان الوطن الذي يعيش فيه وسورية.
وقال المهندس عطري إن اعتزازكم بالبلاد التي تعيشون وتقيمون فيها لا يتقاطع أو يتعارض بحال من الأحوال ابداً مع شعوركم بالزهو والاعتزاز بالانتماء إلى وطن عظيم يملك كل هذا الرصيد الحضاري الذي تمتلكه سورية الأمر الذي يدعونا إلى تأكيد أهمية الفائدة المرجوة من هذا الملتقى وما ننشده من أهداف وغايات ونحن على ثقة انكم ستحملون عند عودتكم إلى بلدانكم وأسركم صورة سورية ايقونة حب وانتماء وستكونون اللسان المعبر عن قضايا وطنكم وأمتكم العربية واليد المدافعة بقوة عن الحقوق العربية المتمثلة في استعادة الجولان السوري المحتل ودعم أهلكم الصامدين فيه الذين يتحدون الاحتلال ويتمسكون بعروبتهم وتحررهم وعودتهم إلى وطنهم الأم سورية والمتمثلة كذلك بعودة الأراضي العربية المحتلة ودعم كفاح الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة فى العودة إلى أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي غير الإنساني المفروض على غزة.
وفي ختام كلمته دعا رئيس مجلس الوزراء المشاركين إلى تكرار زيارة سورية والمساهمة فى دعم عملية التنمية الشاملة والمستدامة فيها مشدداً على ضرورة تعلم اللغة العربية ونشر ثقافتها لأنها العامل الأهم في بناء شخصية الأمة وتقوية الروابط والصلات بين ابنائها وعلى ان الحكومة لن تتوانى في تقديم أي جهد يصب في هذا الاتجاه لبناء عالم يؤمن بقيم الحوار والتفاهم.
بدورها أكدت المغتربة السورية في اسبانيا نور الشوا في كلمة باسم الشباب السوري المغترب أن الملتقى يعبر عن مدى اهتمام سورية قيادة وحكومة بأبنائها الشباب وما تعلقه من آمال في بناء مستقبل واعد لوطن نحيا على حبه والوفاء له.
وأشارت إلى أن الوجود الكبير للشباب السوري المغترب في الملتقى هو تعبير عن مدى محبتهم وتعلقهم بوطنهم الأم سورية وما في نفوسهم من رغبة صادقة ليبقوا على تواصل دائم وفاعل معه والذي يفخرون بالانتماء له.
وقالت.. نحن نرى سورية صامدة في وجه التحديات الكبيرة ناهضة بعزم كبير للبناء والتطوير بقيادة الرئيس الأسد قدوة الشباب ومثلهم في العطاء.20100801-134623.jpg
وأضافت .. أتينا اليوم من بلدان عدة احتضنت آباءنا وكثير منا ولدوا فيها ونعيش في رحابها مندمجين في مجتمعاتها متفاعلين مع ثقافتها وأوفياء لها كما أوصانا الرئيس الأسد أن نكون أوفياء لبلدان اغترابنا الجديدة كما لوطننا الأم.
وعرض خلال الافتتاح فيلم بعنوان "سورية.. وطني وجذوري" الذي يسلط الضوء على بعض المعالم التاريخية والأثرية والسياحية في سورية.
حضر افتتاح الملتقى الدكتور علي سعد وزير التربية والدكتور بشار الشعار وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر وجوزيف سويد وزير المغتربين والدكتورة انصاف حمد رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والدكتور صالح الراشد رئيس اتحاد شبيبة الثورة ومعاون وزير المغتربين وعدد من أعضاء مجلس الشعب وممثلي بعض الوزارات والمنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية.
يشارك في الملتقى شباب مغتربون من البرازيل وتشيلي وفنزويلا وفرنسا وبريطانيا والمانيا واسبانيا والنمسا وهولندا وبلجيكا والولايات المتحدة وكندا واستراليا ويتضمن جلسات حوار ومناقشات بين الشباب المغترب والمقيم من الفئة العمرية ما بين 18 إلى 25 ولقاءات مع عدد من المنظمات والهيئات والجمعيات الأهلية إضافة إلى جولات ميدانية للاماكن والمواقع الأثرية والمعالم التاريخية فى كل من دمشق وحلب وحمص وتدمر وزيارة إلى مدينة القنيطرة المحررة للاطلاع على آثار التدمير الإسرائيلي المتعمد للمدينة.
المشاركون: الملتقى فرصة للتعرف على وطننا الأم
أعرب عدد من المشاركين في الملتقى الثاني للشباب السوري المغترب الذي افتتح اليوم عن اعتزازهم بوطنهم الأم واهتمامهم بتقوية أواصر الصداقة بين بلدان الاغتراب وسورية.
وقال الشاب المغترب في هولندا باسل العجاجي إن الملتقى يتيح للشباب المغترب فرصة للتعرف على الشباب في الوطن الأم ومختلف بلدان العالم.
وأضاف أن الملتقى يفسح المجال لبناء العلاقات بين الشباب ما يتيح فرصة الإسهام في بناء البلد وتطويره.
بدوره قال الشاب المغترب في هولندا بيير أجناس إن سورية تبقى وطني الأم وقد لاحظت تطورات كبيرة حدثت في سورية بمختلف المجالات خلال السنوات الأخيرة معرباً عن الأمل في أن تحقق سورية المزيد من التطور والتقدم.
من جانبه قال الشاب المغترب في فنزويلا مثقال الأشقر إن الملتقى يسهم في تعميق محبة الشباب المغترب لوطنهم الأم والإطلاع على تاريخ سورية ومعالمها الأثرية والسياحية والنهضة الاقتصادية التي تشهدها.
وقال المغترب في استراليا هلال عيسى إن الملتقى يشكل فرصة جيدة للتعرف على بلدي وجذور أهلي وأجدادي في الساحل السوري وطريقة وأسلوب عيشهم مشيراً ألى أن سورية بلد يضج بالحياة.
أما الشاب المغترب في تشيلي نيكولاس استيبان مهنا توماني فأشار إلى أنه أراد من خلال الملتقى أن يتعرف على سورية ويستكشف معالمها الحضارية وزيارة أقاربه في حمص.
بدورها قالت المغتربة في اسبانيا ليندا شبعاني إنها شاركت في الملتقى الأول الذي أقيم العام الماضي وأرادت تكرار هذه التجربة هذا العام للتعرف أكثر على المعالم السياحية والأثرية في سورية إلى جانب التعرف على المغتربين السوريين والحوار معهم وتبادل الآراء لكونهم يحملون نفس الهموم والآمال.
وأشارت إلى أن الملتقى دفعها إلى التفكير في العودة إلى العيش في سورية للمساهمة في تنمية الوطن.
وأوضحت المغتربة في فرنسا نورا فرج أنها أتت إلى سورية منذ ستة أعوام لزيارة أقاربها في السلمية وأن طبيعة الحياة وروح التعاون بين الناس لفتت انتباهها بشكل كبير مشيرة إلى أن إحساس المغتربين بالغربة يكاد يكون واحداً وأن الملتقى سيمكنهم من بحث مشاكلهم وطموحاتهم.
ورأى المغترب في تشيلي بنجامين ديب أن أهمية الملتقى تنبع من أنه يفسح المجال والفرصة للشباب المغترب بالتعرف على جذورهم وأصول أجدادهم وعراقة وثقافة بلدهم وتاريخه.
من جانبها قالت المغتربة من الولايات المتحدة نور الشيخ إنها زارت سورية 6 مرات ولمست الكثير من التطور فيها في جميع المستويات معربة عن أملها في تواصل الخطوات لتحقيق المزيد من التطور.
أما المغتربة في ألمانيا راندا العقاد فقالت إنها تزور باستمرار أقاربها في حلب إضافة إلى الأماكن السياحية والأثرية في سورية معربة عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى للتعرف أكثر على وطنها الأم وأنها تفكر بالعودة للعيش في سورية.
من جانبه قال المغترب من النمسا عاطف حجيج إن سورية تتميز بمناخ وطبيعة جذابة ويسود فيها جو المحبة والألفة بين الناس مشيراً إلى أنه يطمح إلى العودة إلى سورية والاستقرار فيها.
ومن البرازيل أعرب المغترب نسيم حجار فيلهو عن أمله بأن تستمر مثل هذه الفعاليات التي تمكن المغتربين من الاجتماع مع بعضهم ولقاء نظرائهم المقيمين والتحاور فيما بينهم وبناء قاعدة مشتركة تضم مختلف الثقافات مشيراً إلى ضرورة ان يعمل جميع المغتربين على تعلم اللغة العربية لتمكنهم من بحث مشاكل الشباب المشتركة.
وقال وزير المغتربين جوزيف سويد في تصريح لوكالة سانا إن الملتقى يشكل حالة تفاعلية بين الشباب المغترب والمقيم ومن شأنه أن يعزز ارتباط المغتربين بوطنهم الأم.
وكشف الوزير سويد أن وزارة المغتربين وضعت مشروع خطة لتعليم اللغة العربية لأبناء المغتربين بشكل علمي ومتطور وعصري وجاذب وذلك بالتعاون بين الوزارة والجامعة الافتراضية السورية عبر الانترنت على اعتبار أن اللغة العربية هي الحافظ لهوية وتراث الأمة.
وأضاف ان الشباب المغترب والمقيم يشكل ثروة وطنية وقومية هامة يمكن أن تسهم بشكل حقيقي في المشروع التنموي لسورية في كافة مناحي الحياة.
وأوضح أن هذا الملتقى ليس هو الفعالية الوحيدة للشباب المغترب وتعمل الوزارة على مدار العام بنشاطات وفعاليات شبابية مختلفة لأبناء المغتربين حيث تنظم لهم رحلات وبرامج شبابية تضم وفوداً شبابية من كافة بلدان الاغتراب.
من جهتها قالت الدكتورة إنصاف حمد رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة إن الهيئة تشارك في الملتقى لكونها معنية بالأسرة السورية في الوطن وبلاد الاغتراب وإقامة جسور تواصل بين الأسر السورية المقيمة والمغتربة للحفاظ على الجسر البشري والتواصل بين الدول.
وقالت في تصريح مماثل ان الملتقى يشكل مساحة مشتركة لشباب سورية المقيم والمغترب للتعرف على بعضهم.
ويشارك فى الملتقى الذي تنظمه وزارة المغتربين بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة واتحاد شبيبة الثورة بعنوان "سورية وطني وجذوري" نحو 100شاب مغترب في 13 دولة هي البرازيل وتشيلى وفنزويلا وفرنسا وبريطانيا والمانيا واسبانيا والنمسا وهولندا وبلجيكا والولايات المتحدة وكندا واستراليا.